لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين
لأعذبنه عذابا شديدا قيل : كان تعذيبه للطير بنتف ريشه وتشميسه ، وقيل : يجعله مع ضده في قفص ، وقيل : بالتفريق بينه وبين إلفه . أو لأذبحنه ليعتبر به أبناء جنسه .
أو ليأتيني بسلطان مبين بحجة تبين عذره ، والحلف في الحقيقة على أحد الأولين على تقدير عدم الثالث . وقرئ : "ليأتينني" بنونين أولاهما مفتوحة مشددة ، قيل إنه عليه الصلاة والسلام لما أتم بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشره فوافى الحرم وأقام به ما شاء وكان يقرب كل يوم طول مقامه خمسة آلاف ناقة وخمسة آلاف بقرة وعشرين ألف شاة ، ثم عزم على السير إلى اليمن فخرج من مكة صباحا يؤم سهيلا فوافى صنعاء وقت الزوال وذلك مسيرة شهر ، فرأى أرضا حسناء أعجبته خضرتها فنزل ليتغذى ويصلي فلم يجد الماء ، وكان الهدهد قناقه وكان يرى الماء من تحت الأرض كما يرى الماء في الزجاجة فيجئ الشياطين فيسلخونها كما يسلخ الإهاب ويستخرجون الماء فتفقده لذلك .