قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون
قال أي : سليمان عليه السلام ، كررت الحكاية مع كون المحكي سابقا ولاحقا من كلامه عليه الصلاة والسلام تنبيها على ما بين السابق واللاحق من المخالفة ، لما أن الأول من باب الشكر لله تعالى ، والثاني أمر لخدمه نكروا لها عرشها أي : غيروا هيئته بوجه من الوجوه .
ننظر بالجزم على أنه جواب الأمر ، وقرئ بالرفع على الاستئناف أتهتدي إلى معرفته ، أو إلى الجواب اللائق بالمقام ، وقيل : إلى الإيمان بالله تعالى ورسوله عند رؤيتها لتقدم عرشها من مسافة طويلة في مدة قليلة وقد خلفته مغلقة عليه الأبواب موكلة عليه الحراس والحجاب ، [ ص: 288 ] ويأباه تعليق النظر المتعلق بالاهتداء بالتنكير ، فإن ذلك مما لا دخل فيه للتنكير .
أم تكون أي : بالنسبة إلى علمنا من الذين لا يهتدون أي : إلى ما ذكر من معرفة عرشها ، أو الجواب الصواب ، فإن كونها في نفس الأمر منهم وإن كان أمرا مستمرا لكن كونها منهم عند سليمان عليه السلام وقومه أمر حادث يظهر بالاختبار .