أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون
أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر أي : في ظلمات الليالي فيهما على أن الإضافة للملابسة ، أو في مشتبهات الطرق ، يقال : طريقة ظلماء وعمياء للتي لا منار بها .
ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وهي المطر ، ولئن صح أن السبب الأكثري في تكون الريح معاودة الأدخنة الصاعدة من الطبقة الباردة لانكسار حرها وتمويجها للهواء ، فلا ريب في أن الأسباب الفاعلية والقابلية لذلك كله من خلق الله عز وجل ، والفاعل للسبب فاعل للمسبب قطعا .
أإله مع الله نفي لأن يكون معه إله آخر . وقوله تعالى : تعالى الله عما يشركون تقرير وتحقيق له وإظهار الاسم الجليل في موقع الإضمار للإشعار بعلة الحكم ، أي : تعالى وتنزه بذاته المنفردة بالألوهية المستتبعة لجميع صفات الكمال ونعوت الجمال والجلال المقتضية لكون كل المخلوقات مقهورا تحت قدرته عما يشركون ، أي : عن وجود ما يشركونه به تعالى لا مطلقا فإن وجوده مما لا مرد له بل عن [ ص: 296 ] وجوده بعنوان كونه إلها وشريكا له تعالى ، أو عن إشراكهم .