[ ص: 156 ] إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا استئناف مسوق لبيان غاية قبح الشرك وهو له، أي: يمسكها كراهة زوالهما، أو يمنعهما أن تزولا; لأن الإمساك منع ولئن زالتا إن أمسكهما أي: ما أمسكهما من أحد من بعده من بعد إمساكه تعالى، أو من بعد الزوال، والجملة سادة مسد الجوابين. و"من" الأولى مزيدة لتأكيد العموم، والثانية للابتداء إنه كان حليما غفورا غير معاجل بالعقوبة التي تستوجبها جناياتهم حيث أمسكهما، وكانتا جديرتين بأن تهدا هدا حسبما قال تعالى: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وقرئ: (ولو زالتا).