وغدوا على حرد قادرين
وغدوا على حرد قادرين أي: على نكد لا غير، من جاردت السنة إذا لم يكن فيها مطر، وحاردت الإبل إذا منعت درها، والمعنى: أنهم أرادوا أن يتنكدوا على المساكين ويحرموهم وهم قادرون على نفعهم، فغدوا بحال لا يقدرون فيها إلا على النكد والحرمان، وذلك أنهم طلبوا حرمان المساكين فتعجلوا الحرمان والمسكنة، أو وغدوا على محاردة جنتهم وذهاب خيرها قادرين، بدل كونهم قادرين على إصابة خيرها ومنافعها، أي: غدوا حاصلين على النكد والحرمان مكان كونهم قادرين على الأنتفاع، وقيل: الحرد الحرد، وقد قرئ بذلك، أي: لم يقدروا إلا على حنق بعضهم لبعض، لقوله تعالى: يتلاومون وقيل: الحرد القصد والسرعة، أي: غدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة قادرين عند أنفسهم على صرامها، وقيل: هو علم للجنة.