فإذا هم بالساهرة
فإذا هم بالساهرة حينئذ بيان لترتب الكرة على الزجرة مفاجأة، أي: فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا في جوفها، وعلى الأول بيان لحضورهم الموقف عقيب الكرة التي عبر عنها بالزجرة، والساهرة الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك; لأن السراب يجري فيها من قولهم: "عين ساهرة" جارية الماء وفي ضدها نائمة، وقيل: لأن سالكها لا ينام خوف الهلكة، وقيل: اسم لـ"جهنم"، وقال هي وجه الأرض، وقيل: هي أرض القيامة. وروى الراغب: عن الضحاك رضي الله عنهما: أن الساهرة أرض من فضة لم يعص الله تعالى عليها قط خلقها حينئذ، وقيل: هي أرض يجددها الله عز وجل يوم القيامة، وقيل: هي اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب الخلائق عليها، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض، وقال ابن عباس الساهرة أرض الثوري: الشام، وقال جبل وهب بن منبه: بيت المقدس، وقيل: الساهرة بمعنى الصحراء على شفير جهنم، وقوله تعالى: