وما يدريك لعله يزكى
وما يدريك لذلك فإن المشافهة أدخل في تشديد العتاب، أي: وأي شيء يجعلك داريا بحاله حتى تعرض عنه، وقوله تعالى: لعله يزكى استئناف وارد لبيان ما يلوح به ما قبله، فإنه مع إشعاره بأن له شأنا منافيا للإعراض عنه خارجا عن دراية الغير وإدرائه مؤذن بأنه تعالى يدريه ذلك، أي: لعله يتطهر بما يقتبس منك من أوضار الأوزار بالكلية، وكلمة "لعل" مع تحقق التزكي واردة على سنن الكبرياء، أو على اعتبار معنى الترجي بالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام؛ للتنبيه على أن الإعراض عنه عند كونه مرجو التزكي مما لا يجوز، فكيف إذا كان مقطوعا بالتزكي كما في قولك: لعلك ستندم على ما فعلت؟ ، وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفرة لا يرجى منهم التزكي والتذكر أصلا.