ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون
وقوله تعالى: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون استئناف وارد لتهويل ما ارتكبوه من التطفيف والتعجيب من اجترائهم عليه، و"أولئك" إشارة إلى المطففين، ووضعه موضع ضميرهم للإشعار بمناط الحكم الذي هو وصفهم، فإن الإشارة إلى الشيء متعرضة له من حيث اتصافه بوصفه، وأما الضمير فلا يتعرض لوصفه، وللإيذان بأنهم ممتازون بذلك الوصف القبيح عن سائر الناس أكمل امتياز، نازلون منزلة الأمور المشار إليها إشارة حسية، وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد درجتهم في الشرارة والفساد، أي: ألا يظن أولئك الموصوفون بذلك الوصف الشنيع الهائل أنهم مبعوثون.