وأذنت لربها وحقت
وأذنت لربها أي: واستمعتأي: ، انقياد المأمور المطواع إذا ورد عليه أمر الآمر المطاع، والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليها؛ للإشعار بعلة الحكم، وهذه الجملة ونظيرتها الآتية بمنزلة قوله تعالى: انقادات وأذعنت لتأثير قدرته تعالى حين تعلقت إرادته بانشقاقها أتينا طائعين في الإنباء عن كون ما نسب إلى السماء والأرض من الأنشقاق والمد وغيرهما جاريا على مقتضى الحكمة كما أشير إليه فيما سلف. وحقت أي: جعلت حقيقة بالأستماع والأنقياد، لكن لا بعد أن لم تكن كذلك، بل في نفسها وحد ذاتها من قولهم: هو محقوق بكذا وحقيق به، والمعنى: انقادت لربها وهي حقيقة بذلك، لكن لا على أن المراد خصوصية ذاتها من بين سائر المقدورات، بل خصوصية القدرة القاهرة الربانية التي يتأتى لها كل مقدور، ولا يتخلف عنها أمر من الأمور، فحق الجملة أن تكون اعتراضا مقررا لما قبلها لا معطوفة عليه.