وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى
وجيء يومئذ بجهنم كقوله تعالى: وبرزت الجحيم . قال ابن مسعود تقاد جهنم بسبعين ألف زمام كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها حتى تنصب عن يسار العرش لها تغيظ وزفير وقد رواه ومقاتل: في صحيحه عن مسلم مرفوعا. ابن مسعود يومئذ بدل من "إذا دكت" والعامل فيهما قوله تعالى: يتذكر الإنسان أي: يتذكر ما فرط فيه بتفاصيله بمشاهدة آثاره وأحكامه أو بمعاينة عينه على أن الأعمال تتجسم في النشأة الآخرة فيبرز كل من الحسنات والسيئات بما يناسبها من الصور الحسنة [ ص: 158 ]
والقبيحة أو يتعظ. وقوله تعالى: وأنى له الذكرى اعتراض جيء به لتحقيق أنه ليس يتذكر حقيقة لعرائه عن الجدوى بعدم وقوعه في أوانه و"أنى" خبر مقدم و"الذكرى" مبتدأ و"له" متعلق بما تعلق به الخبر أي: ومن أين يكون له الذكرى وقد فات أوانها. وقيل: هناك مضاف محذوف أي: وأنى له منفعة الذكرى والاستدلال به على عدم وجوب قبول التوبة في دار التكليف مما لا وجه له على أن تذكره ليس من التوبة في شيء فإنه عالم بأنها إنما تكون في الدنيا كما يعرب عنه قوله تعالى: *