[ ص: 212 ] 112- سورة الإخلاص
مكية مختلف فيها وآيها أربع
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد الضمير للشأن، ومدار وضعه موضعه مع عدم سبق ذكره الإيذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يستحضره كل أحد، وإليه يشير كل مشير، وإليه يعود كل ضمير كما ينبئ عنه اسمه الذي أصله القصد، أطلق على المفعول مبالغة، ومحله الرفع على الأبتداء خبره الجملة بعده، ولا حاجة إلى الربط لأنها عين الشأن الذي عبر عنه بالضمير، والسر في تصدير الجملة به التنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها وجلالة حيزها، مع ما فيه من زيادة تحقيق وتقرير، فإن الضمير لا يفهم منه من أول الأمر إلا شأن مبهم له خطر جليل، فيبقى الذهن مترقبا لما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه، فيتمكن عند وروده له أفضل تمكن، وهمزة أحد مبدلة من الواو، وأصله وحد لا كهمزة ما يلازم النفي، ويراد به العموم كما في قوله تعالى: فما منكم من أحد عنه حاجزين وما في قوله عليه السلام: فـ"إن" أصلية وقال "ما أحلت الغنائم لأحد سود الرءوس غيركم" أصل "أحد" واحد، فأبدلت الواو همزة فاجتمع ألفان، لأن الهمزة تشبه الألف فحذفت إحداهما تخفيفا، وقال مكي: ثعلب: إن "أحد" لا يبنى عليه العدد ابتداء، فلا يقال: أحد واثنان كما يقال: واحد واثنان، ولا يقال: رجل أحد كما يقال: رجل واحد، ولذلك اختص به تعالى، أو هو كما سئل عنه أي: الذي سألتم عنه هو الله؛ إذ روي أن قريشا قالوا: صف لنا ربك الذي تدعونا إليه وانسبه فنزلت، فالضمير مبتدأ و"الله" خبره و"أحد" بدل منه أو خبر ثان، أو خبر مبتدأ محذوف، وقرئ "هو الله أحد" بغير "قل"، وقرئ "الله أحد" بغير "قل هو"، وقرئ "قل هو الواحد".