nindex.php?page=treesubj&link=28976_28657_28723_31989_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به استئناف مسوق لبيان ما صدر عنه ، قد أدرج فيه عدم صدور القول المذكور عنه على أبلغ وجه وآكده ، حيث حكم بانتفاء صدور جميع الأقوال المغايرة للمأمور به ، فدخل فيه انتفاء صدور القول المذكور دخولا أوليا ; أي : ما أمرتهم إلا بما أمرتني به ، وإنما قيل : ما قلت لهم نزولا على قضية حسن الأدب ، ومراعاة لما ورد في الاستفهام .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أن اعبدوا الله ربي وربكم تفسير للمأمور به . وقيل : عطف بيان للضمير في به . وقيل : بدل منه ، وليس من شرط البدل جواز طرح المبدل منه مطلقا ، ليلزم بقاء الموصول بلا عائد . وقيل : خبر مضمر أو مفعوله ، مثل : هو ، أو أعني .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا رقيبا أراعي أحوالهم ، وأحملهم على العمل بموجب أمرك ، وأمنعهم عن المخالفة ، أو مشاهدا لأحوالهم من كفر وإيمان .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما دمت فيهم ما : مصدرية ظرفية تقدر بمصدر مضاف إليه زمان ، و" دمت " صلتها ; أي : كنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيما بينهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فلما توفيتني بالرفع إلى السماء ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إني متوفيك ورافعك إلي ، فإن التوفي : أخذ الشيء وافيا ، والموت نوع منه ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب عليهم لا غيرك ، فأنت ضمير الفصل أو تأكيد ، وقرئ : ( الرقيب ) بالرفع على أنه خبر " أنت " . والجملة خبر لكان ، وعليهم
[ ص: 102 ] متعلق به ; أي : أنت كنت الحافظ لأعمالهم والمراقب ، فمنعت من أردت عصمته عن المخالفة بالإرشاد إلى الدلائل ، والتنبيه عليها بإرسال الرسل وإنزال الآيات ، وخذلت من خذلت من الضالين فقالوا ما قالوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وأنت على كل شيء شهيد اعتراض تذييلي مقرر لما قبله ، وفيه إيذان بأنه تعالى كان هو الشهيد على الكل ، حين كونه عليه السلام فيما بينهم ، و" على " متعلقة بشهيد ، والتقديم لمراعاة الفاصلة .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28657_28723_31989_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ اسْتِئْنَافٌ مَسُوقٌ لِبَيَانِ مَا صَدَرَ عَنْهُ ، قَدْ أُدْرِجَ فِيهِ عَدَمُ صُدُورِ الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ عَنْهُ عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ وَآكَدِهِ ، حَيْثُ حُكِمَ بِانْتِفَاءِ صُدُورِ جَمِيعِ الْأَقْوَالِ الْمُغَايِرَةِ لِلْمَأْمُورِ بِهِ ، فَدَخَلَ فِيهِ انْتِفَاءُ صُدُورِ الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ; أَيْ : مَا أَمَرْتُهُمْ إِلَّا بِمَا أَمَرْتَنِي بِهِ ، وَإِنَّمَا قِيلَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ نُزُولًا عَلَى قَضِيَّةِ حُسْنِ الْأَدَبِ ، وَمُرَاعَاةً لِمَا وَرَدَ فِي الِاسْتِفْهَامِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ تَفْسِيرٌ لِلْمَأْمُورِ بِهِ . وَقِيلَ : عَطْفُ بَيَانٍ لِلضَّمِيرِ فِي بِهِ . وَقِيلَ : بَدَلٌ مِنْهُ ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْبَدَلِ جَوَازُ طَرْحِ الْمُبْدَلِ مِنْهُ مُطْلَقًا ، لِيَلْزَمَ بَقَاءُ الْمَوْصُولِ بِلَا عَائِدٍ . وَقِيلَ : خَبَرٌ مُضْمَرٌ أَوْ مَفْعُولُهُ ، مِثْلَ : هُوَ ، أَوْ أَعْنِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا رَقِيبًا أُرَاعِي أَحْوَالَهُمْ ، وَأَحْمِلُهُمْ عَلَى الْعَمَلِ بِمُوجِبِ أَمْرِكَ ، وَأَمْنَعُهُمْ عَنِ الْمُخَالَفَةِ ، أَوْ مُشَاهِدًا لِأَحْوَالِهِمْ مِنْ كُفْرٍ وَإِيمَانٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا دُمْتُ فِيهِمْ مَا : مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ تُقَدَّرُ بِمَصْدَرٍ مُضَافٍ إِلَيْهِ زَمَانٌ ، وَ" دُمْتُ " صِلَتُهَا ; أَيْ : كُنْتُ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مُدَّةَ دَوَامِي فِيمَا بَيْنَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي بِالرَّفْعِ إِلَى السَّمَاءِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ، فَإِنَّ التَّوَفِّيَ : أَخْذُ الشَّيْءِ وَافِيًا ، وَالْمَوْتُ نَوْعٌ مِنْهُ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ لَا غَيْرُكَ ، فَأَنْتَ ضَمِيرُ الْفَصْلِ أَوْ تَأْكِيدٌ ، وَقُرِئَ : ( الرَّقِيبُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ " أَنْتَ " . وَالْجُمْلَةُ خَبَرٌ لَكَانَ ، وَعَلَيْهِمْ
[ ص: 102 ] مُتَعَلِّقٌ بِهِ ; أَيْ : أَنْتَ كُنْتَ الْحَافِظَ لِأَعْمَالِهِمْ وَالْمُرَاقِبَ ، فَمَنَعْتَ مَنْ أَرَدْتَ عِصْمَتَهُ عَنِ الْمُخَالَفَةِ بِالْإِرْشَادِ إِلَى الدَّلَائِلِ ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَيْهَا بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْآيَاتِ ، وَخَذَلْتَ مَنْ خَذَلْتَ مِنَ الضَّالِّينَ فَقَالُوا مَا قَالُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ ، وَفِيهِ إِيذَانٌ بِأَنَّهُ تَعَالَى كَانَ هُوَ الشَّهِيدَ عَلَى الْكُلِّ ، حِينَ كَوْنِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَ" عَلَى " مُتَعَلِّقَةٌ بِشَهِيدٍ ، وَالتَّقْدِيمُ لِمُرَاعَاةِ الْفَاصِلَةِ .