قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين
قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ; أي : قل تقريرا لهم بانحطاط شركائهم عن رتبة الإلهية : من ينجيكم من شدائدهما الهائلة التي تبطل الحواس ، وتدهش العقول ، ولذلك استعير لها الظلمات المبطلة لحاسة البصر ، يقال لليوم الشديد : يوم مظلم ، ويوم ذو كواكب ، أو من الخسف في البر ، والغرق في البحر ، وقرئ : ( ينجيكم ) من الإنجاء ، والمعنى واحد .
وقوله تعالى : تدعونه نصب على الحالية من مفعول ينجيكم ، والضمير لمن ; أي : من ينجيكم منها حال كونكم داعين له ، أو من فاعله ; أي : من ينجيكم منها حال كونه مدعوا من جهتكم .
وقوله تعالى : تضرعا وخفية إما حال من فاعل تدعونه ، أو مصدر مؤكد له ; أي : تدعونه متضرعين جهارا ومسرين ، أو تدعونه دعاء إعلان وإخفاء ، وقرئ : ( خفية ) بكسر الخاء .
وقوله تعالى : لئن أنجيتنا حال من الفاعل أيضا على تقدير القول ; أي : تدعونه قائلين : لئن أنجيتنا .
من هذه الشدة والورطة التي عبر عنها بالظلمات .
لنكونن من الشاكرين ; أي : الراسخين في الشكر ، المداومين عليه لأجل هذه النعمة ، أو جميع النعماء التي من جملتها هذه ، وقرئ : ( لئن أنجانا ) مراعاة لقوله تعالى : " تدعونه " .