ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل
ذلكم إشارة إلى المنعوت بما ذكر من جلائل النعوت ، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو شأن المشار إليه ، وبعد منزلته في العظمة ، والخطاب للمشركين المعهودين بطريق الالتفات ، وهو مبتدأ .
وقوله تعالى : الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء أخبار أربعة مترادفة ; أي : ذلك الموصوف بتلك الصفات العظيمة هو الله المستحق للعبادة خاصة ، مالك أمركم لا شريك له أصلا ، خالق كل شيء مما كان ومما سيكون فلا تكرار ; إذ المعتبر في عنوان الموضوع إنما هو خالقيته لما كان فقط ، كما ينبئ عنه صيغة الماضي .
وقيل : الخبر هو الأول والبواقي أبدال ، وقيل : الاسم الجليل بدل من المبتدأ والبواقي أخبار ، وقيل : يقدر لكل من الأخبار الثلاثة مبتدأ ، وقيل : يجعل الكل بمنزلة اسم واحد .
وقوله تعالى : فاعبدوه حكم مترتب على مضمون الجملة ، فإن من جمع هذه الصفات كان هو المستحق للعبادة خاصة .
وقوله تعالى : وهو على كل شيء وكيل عطف على الجملة [ ص: 170 ] المتقدمة ; أي : هو مع ما فصل من الصفات الجليلة ، متولي أمور جميع مخلوقاته التي أنتم من جملتها ، فكلوا أموركم إليه ، وتوسلوا بعبادته إلى نجاح مآربكم الدنيوية والأخروية .