وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم   
وهو الذي جعلكم خلائف الأرض  حيث خلفتم الأمم السالفة ، أو يخلف بعضكم بعضا ، أو جعلكم خلفاء الله تعالى في أرضه تتصرفون فيها ، على أن الخطاب عام . 
ورفع بعضكم  في الشرف والغنى . 
فوق بعض درجات  كثيرة متفاوتة . 
ليبلوكم في ما آتاكم  من المال والجاه ; أي : ليعاملكم معاملة من يبتليكم ، لينظر ماذا تعملون من الشكر وضده . 
إن ربك  تجريد الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع إضافة اسم الرب إلى ضميره صلى الله عليه وسلم ; لإبراز مزيد اللطف به صلى الله عليه وسلم . 
سريع العقاب   ; أي : عقابه سريع الإتيان لمن لم يراع حقوق ما آتاه الله تعالى ولم يشكره ; لأن كل آت قريب ، أو سريع التمام عند إرادته ، لتعاليه عن استعمال المبادئ والآلات . 
وإنه لغفور رحيم  لمن راعاها كما ينبغي ، وفي جعل خبر هذه الجملة من الصفات الذاتية الواردة على بناء المبالغة مؤكدا باللام ، مع جعل خبر الأولى صفة جارية على غير من هي له ، من التنبيه على أنه تعالى غفور رحيم بالذات ، مبالغ فيهما ، فاعل للعقوبة بالعرض ، مسامح فيها ، ما لا يخفى ، والله أعلم . 
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة ، يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد ، فمن قرأ الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك ، بعدد كل آية من سورة الأنعام يوما وليلة  " ، والله تعالى أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					