nindex.php?page=treesubj&link=29388_29677_32494_34091_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29388_31050_33456_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما nindex.php?page=treesubj&link=19881_29388_29676_29677_31050_33456_33678_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما nindex.php?page=treesubj&link=28723_29332_29389_29677_33679_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا
يخبر تعالى بفضله ورحمته، برضاه عن المؤمنين إذ يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة التي بيضت وجوههم، واكتسبوا بها سعادة الدنيا والآخرة، وكان سبب هذه البيعة -التي يقال لها"بيعة الرضوان" لرضا الله عن المؤمنين فيها، ويقال لها "بيعة أهل الشجرة" - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دار الكلام بينه وبين المشركين يوم
الحديبية في شأن مجيئه، وأنه لم يجئ لقتال أحد، وإنما جاء زائرا هذا البيت، معظما له، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان لمكة في ذلك، فجاء
[ ص: 1673 ] خبر غير صادق، أن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان قتله المشركون، فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين، وكانوا نحوا من ألف وخمسمائة، فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين، وأن لا يفروا حتى يموتوا، فأخبر تعالى أنه رضي عن المؤمنين في تلك الحال، التي هي من أكبر الطاعات وأجل القربات،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18فعلم ما في قلوبهم من الإيمان،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18فأنزل السكينة عليهم شكرا لهم على ما في قلوبهم، زادهم هدى، وعلم ما في قلوبهم من الجزع من تلك الشروط التي شرطها المشركون على رسوله، فأنزل عليهم السكينة تثبتهم، وتطمئن بها قلوبهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18وأثابهم فتحا قريبا وهو: فتح
خيبر، لم يحضره سوى أهل
الحديبية، فاختصوا
بخيبر وغنائمها، جزاء لهم، وشكرا على ما فعلوه من طاعة الله تعالى والقيام بمرضاته.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما أي: له العزة والقدرة، التي قهر بها الأشياء، فلو شاء لانتصر من الكفار في كل وقعة تكون بينهم وبين المؤمنين، ولكنه حكيم، يبتلي بعضهم ببعض، ويمتحن المؤمن بالكافر.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها وهذا يشمل كل غنيمة غنمها المسلمين إلى يوم القيامة،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20فعجل لكم هذه أي: غنيمة خيبر أي: فلا تحسبوها وحدها، بل ثم شيء كثير من الغنائم سيتبعها، ( و ) احمدوا الله إذ " كف أيدي الناس " القادرين على قتالكم، الحريصين عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20عنكم فهي نعمة، وتخفيف عنكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20ولتكون هذه الغنيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20آية للمؤمنين يستدلون بها على خبر الله الصادق، ووعده الحق، وثوابه للمؤمنين، وأن الذي قدرها سيقدر غيرها،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20ويهديكم بما يقيض لكم من الأسباب
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20صراطا مستقيما من العلم والإيمان والعمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وأخرى أي: وعدكم أيضا غنيمة أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21لم تقدروا عليها وقت هذا الخطاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21قد أحاط الله بها أي: هو قادر عليها، وتحت تدبيره وملكه، وقد وعدكموها، فلا بد من وقوع ما وعد به، لكمال اقتدار الله تعالى، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وكان الله على كل شيء قديرا
nindex.php?page=treesubj&link=29388_29677_32494_34091_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29388_31050_33456_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=19881_29388_29676_29677_31050_33456_33678_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29332_29389_29677_33679_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا
يُخْبِرُ تَعَالَى بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، بِرِضَاهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْمُبَايَعَةُ الَّتِي بَيَّضَتْ وُجُوهَهُمْ، وَاكْتَسَبُوا بِهَا سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَكَانَ سَبَبُ هَذِهِ الْبَيْعَةِ -الَّتِي يُقَالُ لَهَا"بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ" لِرِضَا اللَّهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا، وَيُقَالُ لَهَا "بَيْعَةُ أَهْلِ الشَّجَرَةِ" - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَارَ الْكَلَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ فِي شَأْنِ مَجِيئِهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا هَذَا الْبَيْتَ، مُعَظِّمًا لَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لِمَكَّةَ فِي ذَلِكَ، فَجَاءَ
[ ص: 1673 ] خَبَرٌ غَيْرُ صَادِقٍ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ قَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانُوا نَحْوًا مِنْ أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، فَبَايَعُوهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ عَلَى قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنْ لَا يَفِرُّوا حَتَّى يَمُوتُوا، فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ رَضِيَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ فِي تِلْكَ الْحَالِ، الَّتِي هِيَ مِنْ أَكْبَرِ الطَّاعَاتِ وَأَجَلِّ الْقُرُبَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْإِيمَانِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ شُكْرًا لَهُمْ عَلَى مَا فِي قُلُوبِهِمْ، زَادَهُمْ هُدًى، وَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ مِنْ تِلْكَ الشُّرُوطِ الَّتِي شَرَطَهَا الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِهِ، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِمِ السِّكِّينَةَ تُثَبِّتُهُمْ، وَتُطَمْئِنُ بِهَا قُلُوبَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَهُوَ: فَتْحُ
خَيْبَرَ، لَمْ يَحْضُرْهُ سِوَى أَهْلُ
الْحُدَيْبِيَةِ، فَاخْتُصُّوا
بِخَيْبَرَ وَغَنَائِمِهَا، جَزَاءً لَهُمْ، وَشُكْرًا عَلَى مَا فَعَلُوهُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْقِيَامِ بِمَرْضَاتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا أَيْ: لَهُ الْعِزَّةُ وَالْقُدْرَةُ، الَّتِي قَهَرَ بِهَا الْأَشْيَاءَ، فَلَوْ شَاءَ لَانْتَصَرَ مِنَ الْكُفَّارِ فِي كُلِّ وَقْعَةٍ تَكُونُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّهُ حَكِيمٌ، يَبْتَلِي بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، وَيَمْتَحِنُ الْمُؤْمِنَ بِالْكَافِرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا وَهَذَا يَشْمَلُ كُلَّ غَنِيمَةٍ غَنَّمَهَا الْمُسْلِمِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ أَيْ: غَنِيمَةُ خَيْبَرَ أَيْ: فَلَا تَحْسَبُوهَا وَحْدَهَا، بَلْ ثَمَّ شَيْءٌ كَثِيرٌ مِنَ الْغَنَائِمِ سَيَتْبَعُهَا، ( و ) احْمِدُوا اللَّهَ إِذْ " كَفَّ أَيْدِي النَّاسِ " الْقَادِرِينَ عَلَى قِتَالِكُمُ، الْحَرِيصِينَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20عَنْكُمْ فَهِيَ نِعْمَةٌ، وَتَخْفِيفٌ عَنْكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وَلِتَكُونَ هَذِهِ الْغَنِيمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ يَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى خَبَرِ اللَّهِ الصَّادِقِ، وَوَعْدِهِ الْحَقِّ، وَثَوَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَّ الَّذِي قَدَّرَهَا سَيُقَدِّرُ غَيْرَهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وَيَهْدِيَكُمْ بِمَا يُقَيِّضُ لَكُمْ مِنَ الْأَسْبَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا مِنَ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وَأُخْرَى أَيْ: وَعَدَكُمْ أَيْضًا غَنِيمَةً أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا وَقْتَ هَذَا الْخِطَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا أَيْ: هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهَا، وَتَحْتَ تَدْبِيرِهِ وَمُلْكِهِ، وَقَدْ وَعَدَكُمُوهَا، فَلَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ مَا وَعَدَ بِهِ، لِكَمَالِ اقْتِدَارِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا