قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
(95) أي: قل صدق الله في كل ما قاله، ومن أصدق من الله قيلا وحديثا؟ [ ص: 230 ] وقد بين في هذه الآيات من الأدلة على صحة رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبراهين دعوته، وبطلان ما عليه المنحرفون من أهل الكتاب الذين كذبوا رسوله وردوا دعوته، فقد صدق الله في ذلك، وأقنع عباده على ذلك ببراهين وحجج تتصدع لها الجبال، وتخضع لها الرجال، فتعين عند ذلك على الناس كلهم اتباع ملة إبراهيم، من توحيد الله وحده لا شريك له، وتصديق كل رسول أرسله الله، وكل كتاب أنزله، والإعراض عن الأديان الباطلة المنحرفة، فإن إبراهيم كان معرضا عن كل ما يخالف التوحيد، متبرئا من الشرك وأهله.