قوله تعالى : ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فيه الدلالة على صحة إجماعهم ؛ لأن معناه : ليكون وتكونوا شهداء على الناس بأعمالهم فيما بلغتموهم من كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وهذه الآية نظير قوله تعالى : الرسول شهيدا عليكم بطاعة من أطاع في تبليغه وعصيان من عصى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فبدأ بمدحهم ووصفهم بالعدالة ثم أخبر أنهم شهداء وحجة على من بعدهم ، كما قال هنا : هو اجتباكم إلى قوله : وتكونوا شهداء على الناس قوله تعالى : وافعلوا الخير ربما يحتج به المحتج في إيجاب قربة مختلف في وجوبها ، وهذا عندنا لا يصح الاحتجاج به في إيجاب شيء ولا يصح اعتقاد العموم [ ص: 91 ] فيه . آخر سورة الحج .