وقوله تعالى : واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير فيه أمر بخفض الصوت ؛ لأنه أقرب إلى التواضع ، كقوله تعالى : إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ورفع الصوت على وجه ابتهار الناس وإظهار الاستخفاف بهم مذموم ، فأبان عن قبح هذا الفعل وأنه لا فضيلة فيه ؛ لأن الحمير ترفع أصواتها وهو أنكر الأصوات ؛ قال في قوله : مجاهد أنكر الأصوات أقبحها ، كما يقال : هذا وجه منكر ؛ فذكر الله تعالى ذلك وأدب العباد تزهيدا لهم في رفع الصوت .