قوله تعالى : وجاءكم النذير روي عن بعض أهل التفسير أن النذير محمد صلى الله عليه وسلم وروي أنه الشيب . قال : ويجوز أن يكون المراد النبي صلى الله عليه وسلم وسائر ما أقام الله من الدلائل على توحيده وتصديق رسله ووعده ووعيده وما يحدث في الإنسان من حين بلوغه إلى آخر عمره من التغير والانتقال من حال إلى حال من غير صنع له فيه ولا اختيار منه له ، فيكون حدثا شابا ثم كهلا ثم شيخا ، وما ينقلب فيه فيما بين ذلك من مرض وصحة وفقر وغناء وفرح وحزن ، ثم ما يراه في غيره وفي سائر الأشياء من حوادث الدهر التي لا صنع للمخلوقين فيها ؛ وكل ذلك داع له إلى الله ونذير له إليه كما قال : أبو بكر أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء فأخبر أن في جميع ما خلق دلالة عليه ورادا للعباد إليه . آخر سورة فاطر .