وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة هذا من
nindex.php?page=treesubj&link=20775_20779المتشابه الذي أمرنا الله برده إلى المحكم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه وإنما كان متشابها لاحتماله حقيقة اللفظ ، وإتيان الله واحتماله أن يريد أمر الله ودليل آياته ، كقوله في موضع آخر :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك فجميع هذه الآيات المتشابهة محمولة على ما بينه في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أو يأتي ربك لأن الله تعالى لا يجوز عليه الإتيان ولا المجيء ولا الانتقال ولا الزوال؛ لأن ذلك من صفات الأجسام ودلالات الحدث . وقال تعالى في آية محكمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وجعل
إبراهيم عليه السلام ما شهده من حركات النجوم وانتقالها
[ ص: 398 ] دليلا على حدثها ، واحتج به على قومه ، فقال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=83وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه يعني في حدث الكواكب ، والأجسام ؛ تعالى الله عن قول المشبهة علوا كبيرا .
فإن قيل : فهل يجوز أن يقال : " جاء ربك " بمعنى جاء كتابه ، أو جاء رسوله ، أو ما جرى مجرى ذلك ؟ قيل له : هذا مجاز ، والمجاز لا يستعمل إلا في موضع يقوم الدليل عليه ، وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية التي كنا فيها وهو يريد أهل القرية ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57إن الذين يؤذون الله ورسوله وهو يعني ، أولياء الله . والمجاز إنما يستعمل في الموضع الذي يقوم الدليل على استعماله فيه ، أو فيما لا يشتبه معناه على السامع .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ هَذَا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=20775_20779الْمُتَشَابِهِ الَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِرَدِّهِ إِلَى الْمُحْكَمِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ وَإِنَّمَا كَانَ مُتَشَابِهًا لِاحْتِمَالِهِ حَقِيقَةَ اللَّفْظِ ، وَإِتْيَانُ اللَّهِ وَاحْتِمَالُهُ أَنْ يُرِيدَ أَمْرَ اللَّهِ وَدَلِيلَ آيَاتِهِ ، كَقَوْلِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ فَجَمِيعُ هَذِهِ الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَا بَيَّنَهُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْإِتْيَانُ وَلَا الْمَجِيءُ وَلَا الِانْتِقَالُ وَلَا الزَّوَالُ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ وَدَلَالَاتِ الْحَدَثِ . وَقَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ مُحْكَمَةٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَجَعَلَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا شَهِدَهُ مِنْ حَرَكَاتِ النُّجُومِ وَانْتِقَالِهَا
[ ص: 398 ] دَلِيلًا عَلَى حُدُثِهَا ، وَاحْتَجَّ بِهِ عَلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=83وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ يَعْنِي فِي حَدَثِ الْكَوَاكِبِ ، وَالْأَجْسَامِ ؛ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِ الْمُشَبِّهَةِ عُلُوًّا كَبِيرًا .
فَإِنْ قِيلَ : فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : " جَاءَ رَبُّكَ " بِمَعْنَى جَاءَ كِتَابُهُ ، أَوْ جَاءَ رَسُولُهُ ، أَوْ مَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ ؟ قِيلَ لَهُ : هَذَا مَجَازٌ ، وَالْمُجَازُ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي مَوْضِعٍ يَقُومُ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَهُوَ يُرِيدُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَهُوَ يَعْنِي ، أَوْلِيَاءَ اللَّهِ . وَالْمَجَازُ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَقُومُ الدَّلِيلُ عَلَى اسْتِعْمَالِهِ فِيهِ ، أَوْ فِيمَا لَا يَشْتَبِهُ مَعْنَاهُ عَلَى السَّامِعِ .