وقوله (تعالى): لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ؛ قيل: في معنى أضعافا مضاعفة ؛ وجهان؛ أحدهما المضاعفة بالتأجيل؛ أجلا بعد أجل؛ ولكل [ ص: 325 ] أجل قسط من الزيادة على المال؛ والثاني ما يضاعفون به أموالهم؛ وفي هذا دلالة على أن المخصوص بالذكر لا يدل على أن ما عداه بخلافه; لأنه لو كان كذلك لوجب أن يكون ذكر أضعافا مضاعفة دلالة على إباحته إذا لم يكن أضعافا مضاعفة؛ فلما كان الربا محظورا بهذه الصفة؛ وبعدمها؛ دل ذلك على فساد قولهم في ذلك؛ ويلزمهم في ذلك أن تكون هذه الدلالة منسوخة بقوله (تعالى): تحريم الربا وحرم الربا ؛ إذا لم يبق لها حكم في الاستعمال.
وقوله (تعالى): وجنة عرضها السماوات والأرض ؛ قيل: كعرض السماوات والأرض؛ وقال في آية أخرى: وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ؛ وكما قال: ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ؛ أي: إلا كبعث نفس واحدة؛ ويقال: إنما خص العرض بالذكر؛ دون الطول; لأنه يدل على أن الطول أعظم؛ ولو ذكر الطول لم يقم مقامه في الدلالة على العظم؛ وهذا يحتج به في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ذكاة الجنين ذكاة أمه معناه: كذكاة أمه.