قوله تعالى : وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه قيل في وصف المسيح بأنه كلمة الله ثلاثة أوجه :
أحدها ما روي عن الحسن أنه كان وقتادة عيسى بكلمة الله ، وهو قوله : كن فيكون لا على سبيل ما أجرى العادة به من حدوثه من الذكر والأنثى جميعا .
والثاني : أنه يهتدى به كما يهتدى بكلمة الله .
والثالث : ما تقدم من البشارة به في الكتب المتقدمة التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه .
وأما قوله تعالى : وروح منه فلأنه كان بنفخة جبريل بإذن الله ، والنفخ يسمى روحا ، كقول ذي الرمة :
فقلت له ارفعها إليك وأحيها بروحك واقتته لها قيتة قدرا
أي بنفخك . وقيل : إنما سماه روحا ؛ لأنه يحيي الناس به كما يحيون بالأرواح ؛ ولهذا المعنى سمى القرآن روحا في قوله : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا وقيل : لأنه روح من الأرواح كسائر أرواح الناس ، وأضافه الله تعالى إليه تشريفا له ، كما يقال : بيت الله ، وسماء الله .