وأما قوله تعالى : والنطيحة  فإنه روي عن  الحسن   والضحاك   وقتادة   والسدي  أنها المنطوحة حتى تموت . وقال بعضهم : هي الناطحة حتى تموت . قال  أبو بكر   : هو عليهما جميعا ، فلا فرق بين أن تموت من نطحها لغيرها وبين موتها من نطح غيرها لها . وأما قوله : وما أكل السبع  فإن معناه :  [ ص: 299 ] ما أكل منه السبع حتى يموت ، فحذف ؛ والعرب  تسمي ما قتله السبع وأكل منه أكيلة السبع ، ويسمون الباقي منه أيضا أكيلة السبع ؛ قال  أبو عبيدة   : وما أكل السبع  مما أكل السبع فيأكل منه ويبقى بعضه وإنما هو فريسته . 
وجميع ما تقدم ذكره في الآية بالنهي عنه قد أريد به الموت من ذلك . وقد كان أهل الجاهلية يأكلون جميع ذلك فحرمه الله تعالى ، ودل بذلك على أن سائر الأسباب التي يحدث عنها الموت للأنعام محظور أكلها بعد أن لا يكون من فعل آدمي على وجه التذكية   . 
				
						
						
