قوله تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ، يحتج به في كون الحرم مأمنا، ويحتمل أن يكون معناه جميع الحرم، كقوله:
ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام . وقوله: فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا . إلا أن معناه: أنه مأمن عن النهب والغارات، ولذلك قال النبي عليه السلام في خطبته يوم فتح مكة:
مكة الفيل، وملك عليها رسوله والمؤمنين، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد" . "إن الله حبس عن
نعم، قد روى أبو شريح الكعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
مكة ولم يحرمها الناس، فلا يسفكن فيها دم، وإن الله تعالى حلها لي ساعة ولم يحلها للناس" . [ ص: 17 ] ويحتمل أن يكون جعلها مأمنا ما جعل فيها من العلامة العظيمة على توحيد الله تعالى، واختصاصه لها بما يوجب تعظيمها ما شوهد من مر الصيد فيها، فإن سائر بقاع الحرم مشبهة لبقاع الأرض، ويجتمع فيها الكلب والظبي، فلا يهيج الكلب، ولا ينفر منه الظبي، حتى إذا خرجا من الحرم عدا الكلب عليه، وعاد إلى النفور والهرب. "إن الله حرم
وقوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
يدل على ركعتي الطواف وغيرهما من الصلوات.