قوله تعالى: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، الآية. روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عبد الله بن مسعود لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم إلى قوله: ( فاتقون ) ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد [ ص: 87 ] الظالم، أو ليضربن الله تعالى بقلوب بعضكم بعضا ثم ليلعنكم كما لعنهم . إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان يلقى الرجل الرجل فيقول له: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال:
وفي الآية دليل على النهي عن وأمر بهجرانهم، وأكد ذلك بقوله في الإنكار على اليهود: مجالسة المجرمين ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا . والضمير في "منهم" راجع إلى اليهود، وقال آخرون: هو راجع إلى أهل الكتاب على معاداة النبي عليه الصلاة والسلام ومحاربته، وأراد بالنبي: موسى عليه السلام، أنهم غير مؤمنين إذا كانوا يتولون المشركين.