ثم لما أجابهم بهذا الجواب الدال على تمام القدرة؛ وكمال العلم؛ الدالين على الوحدانية؛ عطف على ما تقدم أنه في قوة الملفوظ؛ قوله [ ص: 19 ] - دالا على تركهم الجواب إلى التعنت؛ والسفه -: nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_34212_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6وقالوا ؛ أي: لم يجوزوا أنهم يودون ذلك؛ بل استمروا على العناد؛ وقالوا: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6يا أيها الذي ؛ ولما كان تكذيبهم بالتنزيل نفسه؛ بنى للمفعول قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6نـزل عليه ؛ أي: بزعمه؛ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6الذكر ؛ وبينوا أنهم ما سموه تنزيلا إلا تهكما؛ فقالوا - مؤكدين لمعرفتهم بأن قولهم منكر -: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6إنك لمجنون ؛ أي: بسبب ادعائك أن الله أنزل عليك ذكرا؛ والذي تراه جني يلقي إليك تخليطا؛ فكان هذا دليلا على عنادهم؛ فإنهم أقاموا الشتم مقام الجواب عما مضى؛ صنعة المغلوب المقطوع في المناظرة؛

ثُمَّ لَمَّا أَجَابَهُمْ بِهَذَا الْجَوَابِ الدَّالِّ عَلَى تَمَامِ الْقُدْرَةِ؛ وَكَمَالِ الْعِلْمِ؛ الدَّالَّيْنِ عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ؛ عَطَفَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ فِي قُوَّةِ الْمَلْفُوظِ؛ قَوْلَهُ [ ص: 19 ] - دَالًّا عَلَى تَرْكِهِمُ الْجَوَابَ إِلَى التَّعَنُّتِ؛ وَالسَّفَهِ -: nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_34212_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6وَقَالُوا ؛ أَيْ: لَمْ يُجَوِّزُوا أَنَّهُمْ يَوَدُّونَ ذَلِكَ؛ بَلِ اسْتَمَرُّوا عَلَى الْعِنَادِ؛ وَقَالُوا: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِي ؛ وَلَمَّا كَانَ تَكْذِيبُهُمْ بِالتَّنْزِيلِ نَفْسِهِ؛ بَنَى لِلْمَفْعُولِ قَوْلَهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6نُـزِّلَ عَلَيْهِ ؛ أَيْ: بِزَعْمِهِ؛ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6الذِّكْرُ ؛ وَبَيَّنُوا أَنَّهُمْ مَا سَمَّوْهُ تَنْزِيلًا إِلَّا تَهَكُّمًا؛ فَقَالُوا - مُؤَكِّدِينَ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِأَنَّ قَوْلَهُمْ مُنْكَرٌ -: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=6إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ؛ أَيْ: بِسَبَبِ ادِّعَائِكَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عَلَيْكَ ذِكْرًا؛ وَالَّذِي تَرَاهُ جِنِّيٌّ يُلْقِي إِلَيْكَ تَخْلِيطًا؛ فَكَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى عِنَادِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ أَقَامُوا الشَّتْمَ مَقَامَ الْجَوَابِ عَمَّا مَضَى؛ صَنْعَةَ الْمَغْلُوبِ الْمَقْطُوعِ فِي الْمُنَاظَرَةِ؛