ثم وصفهم بقوله: الذين يجعلون مع الله ؛ أي: مع ما رأوا من آياته الدالة على جلاله؛ وعظيم إحاطته؛ وكماله؛ إلها ؛ ولما كانت المعية تفهم الغيرية؛ ولا سيما مع التعبير بالجعل؛ وكان ربما تعنت منهم متعنت باحتمال التهديد على تألهه - سبحانه - على سبيل التجريد؛ أو على دعائه باسم غير الجلالة؛ لما ذكر المفسرون في قوله: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ؛ الآية؛ آخر "سبحان"؛ زاد في الصراحة بنفي كمال كل احتمال؛ بقوله: آخر ؛ قال قال البغوي: - رضي الله عنهما -: ابن عباس بمكة ذات ليلة فجعل يقول في سجوده: "يا الله؛ يا رحمن"؛ [ ص: 98 ] فقال أبو جهل: إن محمدا ينهانا عن آلهتنا وهو يدعو إلهين؛ فأنزل الله هذه الآية؛ يعني آية "سبحان"؛ وتسبب عن أخذنا للمستهزئين - وكانوا أعتاهم - أن يهدد الباقون بقولنا: سجد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فسوف يعلمون ؛ أي: يحيط علمهم بشدة بطشنا وقدرتنا على ما نريد؛ ليكون وازعا لغيرهم؛ أو يعلم المستهزئون وغيرهم عاقبة أمورهم في الدارين.