وأتبع ذلك ما يوجب تعظيم الإنكار عليهم؛ فقال - مبينا أنه لا ينبغي أن يتعلق خوف؛ ولا رجاء؛ إلا به -: وما بكم ؛ أي: التبس بكم أيها الناس عامة؛ مؤمنكم؛ وكافركم؛ من نعمة ؛ أي: جليلة؛ أو حقيرة؛ فمن الله ؛ أي: المحيط بكل شيء؛ وحده؛ لا من غيره.
ولما كان إخلاصهم له - مع ادعائهم ألوهية غيره - أمرا مستبعدا؛ عبر بأداة التراخي؛ والبعد؛ في قوله (تعالى): ثم إذا مسكم ؛ أي: أدنى مس؛ [ ص: 180 ] الضر ؛ بزوال نعمة مما أنعم به عليكم؛ فإليه ؛ أي: وحده؛ تجأرون ؛ أي: ترفعون أصواتكم بالاستعانة؛ لما ركز في فطركم الأولية السليمة من أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.