الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ثم علل ذلك بقوله (تعالى): nindex.php?page=treesubj&link=19797_19863_29676_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله ؛ أي: الجامع لصفات الكمال؛ بلطفه؛ وعونه؛ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128مع الذين اتقوا ؛ أي: وجد منهم الخوف من الله (تعالى)؛ فكانوا في أول منازل التقوى؛ وهو مع المتقين الذين كانوا في النهاية منها؛ فعدلوا في أفعالهم من التوحيد وغيره؛ عملا بأمر الله في الكتاب؛ الذي هو تبيان لكل شيء؛ وهو مع الذين أحسنوا؛ وكانوا في أول درجات الإحسان؛ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128والذين هم ؛ أي: بضمائرهم؛ وظواهرهم؛ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128محسنون ؛ أي: صار الإحسان صفة لهم غير منفكة عنهم؛ فهم في حضرات الرحمن؛ وأنت رأس المتقين المحسنين؛ فالله معك؛ ومن كان الله معه كان غالبا؛ وصفقته رابحة؛ وحالته صالحة؛ وأمره عال؛ وضده في أسوإ الأحوال؛ فلا تستعجلوا قلقا؛ كما استعجل الكفار استهزاء؛ تخلقا في التأني والحلم بصفة من تنزه عن نقص الاستعجال؛ وتعالى عن ادعاء الأكفاء والأمثال؛ فقد عانق آخرها أولها؛ ووافق مقطعها مطلعها؛ وآخرها احتباك: ذكر "الذين اتقوا"؛ أولا؛ دليلا على حذف "الذين أحسنوا"؛ ثانيا؛ والمحسنين ثانيا؛ دليلا على حذف المتقين أولا؛ والله الموفق للصواب؛ وإليه المرجع والمآب.
المكتبة الإسلامية
كتاب الأمة
حول المكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المواريث
بنين وبنات