ولما كان هذا المقام صالحا للشفاعة؛ ولكل مقام يقومه؛ وكان كل مقام يحتاج إلى التوفيق في مباشرته؛ والانفصال عنه؛ تلاه حاثا [ ص: 496 ] على دوام المراقبة؛ واستشعار الافتقار؛ بقوله - مقدما المدخل لأنه أهم -: وقل رب ؛ أي: أيها الموجد لي؛ المدبر لأمري؛ المحسن إلي؛ أدخلني ؛ في كل مقام تريد إدخالي فيه؛ حسي؛ ومعنوي؛ دنيا؛ وأخرى؛ مدخل صدق ؛ يستحق الداخل فيه أن يقال له: أنت صادق في قولك؛ وفعلك؛ فإن ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها؛ وأخرجني ؛ من كل ما تخرجني منه؛ مخرج صدق
ولما كان الصدق في الأمور قد لا يقارنه الظفر؛ قال (تعالى): واجعل لي ؛ أي: خاصة؛ من لدنك ؛ أي: عندك؛ من الخوارق التي هي أغرب الغريب؛ سلطانا ؛ أي: حجة؛ وعزا؛ نصيرا ؛ وفيه إشعار بالهجرة؛ وأنها تكون على الوجه الذي كشف عنه الزمان من العظمة؛ التي ما لأحد بها من "يدان".