ثم عطف على هذا المقدر المعلوم تقديره؛ ما هو أعم منه وأبين في الفتنة؛ والاجتراء؛ فقال (تعالى): وإذا أنعمنا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛ على الإنسان ؛ أي: هذا النوع؛ هؤلاء؛ وغيرهم؛ بأي نعمة كانت؛ من إنزال القرآن وغيره؛ أعرض ؛ أي: عن ذكر المنعم؛ كإعراض هؤلاء عند مجيء هذه النعمة التي لا نعمة مثلها؛ ونأى ؛ أي: تباعد [ ص: 499 ] تكبرا؛ بجانبه ؛ بطرا؛ وعمى عن الحقائق؛ وإذا مسه الشر ؛ أي: هذا النوع؛ وإن قل؛ كان يئوسا ؛ أي: شديد اليأس؛ هلعا؛ وقلة ثقة بما عنده من رحمة الله؛ إلا من حفظه الله؛ وشرفه بالإضافة إليه؛ فليس للشيطان عليه سلطان.