ولما أثنى [على] الله تعالى بما [هو] أهله ، وختم بذكر هذا اليوم العظيم ، دعا بما ينحي عن هوله ، فدل صنيعه على أن تقديم الثناء على السؤال أمر مهم، وله في الإجابة أثر عظيم ، فقال ملتفتا إلى مقام المشاهدة إشارة إلى أن الأمر مهول ، وأنه لا ينقذ من خطره إلا عظيم القدرة ، لما طبعت عليه النفس من النقائص : رب أي : [أيها] المحسن إلي هب لي حكما أي : عملا متقنا بالعلم ، وأصله بناء الشيء على ما توجبه الحكمة ، ولما كان الاعتماد إنما هو على محض الكرم ، فإن ، قال : من نوقش الحساب عذب وألحقني بالصالحين أي : الذين جعلتهم أئمة للمتقين في الدنيا والآخرة ، وهم من كان قوله [ ص: 55 ] وفعله صافيا عن شوب فساد.