الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما بين ما أمر به في نفسه ، أتبعه ما تعم فائدته غيره فقال : وأن أتلو القرآن أي : أواظب على تلاوته وتلوه -أي : اتباعه- عبادة لربي ، وإبلاغا للناس ما أرسلت به إليهم مما لا يلم به ريب في أنه من عنده ، [ولأكون] مستحضرا لأوامره فأعمل بها ، ولنواهيه فأجتنبها ، وليرجع الناس إليه ويعولوا في كل أمر عليه. لأنه جامع لكل علم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما تسبب عن ذلك [أن] من انقاد له نجى نفسه ، ومن [ ص: 229 ] استعصى عليه أهلكها ، قال له ربه سبحانه مسليا ومؤسيا ومرغبا ومرهبا : فمن اهتدى أي : باتباع هذا القرآن الداعي إلى الجنان فإنما يهتدي لنفسه لأنه يحييها بحوزة الثواب ، ونجاته من العقاب ، [فإنما أنا من المبشرين ، أبشره أنه من الناجين] ومن ضل أي : عن الطريق التي نهج وبينها من غير ميل ولا عوج فقل له كما تقول لغيره : إنما أنا من المنذرين أي : المخوفين له عواقب صنعه ، وإنما فسره ورده فلم أومر به الآن

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية