ثم علل الإنذار بقوله : ذكرى   أي : تنبيها عظيما على ما فيه من النجاة ، وتذكيرا بأشياء يعرفونها بما أدت إليه فطر عقولهم ، وقادت إليه بصائر قلوبهم ، وجعل المنذرين نفس الذكرى كما قال تعالى : قد أنـزل الله إليكم ذكرا  رسولا  وذلك إشارة إلى إمعانهم في التذكير حتى صاروا إياه. 
ولما كان التقدير : فما أهلكنا قرية منها إلا بالحق ، عطف عليه  [ ص: 105 ] قوله : وما كنا  أو الواو للحال من نون "أهلكنا" ظالمين  أي : في إهلاك شيء منها لأنهم كفروا نعمتنا ، وعبدوا غيرنا ، بعد الإعذار إليهم ، ومتابعة الحجج ، ومواصلة الوعيد. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					