ثم علل هذا بقوله : إنهم عن السمع أي : [ ص: 106 ] الكامل الحق ، من الملأ الأعلى لمعزولون أي : بما حفظت به السماء من الشهب وبما باينوا به الملائكة في الحقيقة لأنهم خير صرف ، ونور خالص ، وهؤلاء شر بحت وظلمة محضة ، فلا يسمعون إلا خطفا ، فيصير -بما يسبق إلى أفهامهم ، ويتصور من باب الخيال في أوهامهم- خلطا لا حقيقة لأكثره ، فلا وثوق بأغلبه ، ولا يبعد أن يكون ذلك عاما حتى يشمل السماع من المؤمنين لما شاركوا به الملائكة من النور والخير ، انظر ما ورد في ، وورد نحوه في الآيتين من آخر سورة البقرة ، وكذا ما كان من أشكال ذلك ، وأعظم منه قوله عليه الصلاة والسلام آية الكرسي من أنها لا تقرأ في بيت فيقربه شيطان ، وفي رواية : إلا خرج منه الشيطان رضي الله عنه : لعمر والذي نفسي بيده ما رآك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك" ابن الخطاب ، وترك تعليل الانبغاء لظهوره. "إنه يا