ولما تشوفت النفس إلى تحقق الأمر تصريحا ، قال معظما له تمهيدا لما أراد سبحانه إظهاره على يده من المعجزات الباهرات : يا موسى إنه أي : الشأن العظيم الجليل الذي لا يبلغ وصفه أنا الله أي : ، ثم أفهمه مما تتضمن ذلك وصفين يدلانه على أفعاله معه فقال : البالغ من العظمة ما تقصر عنه الأوهام ، وتتضاءل دونه نوافذ الأفهام العزيز [أي : ] الذي يصل إلى جميع ما يريد ولا يوصل إلى شيء مما عنده من غير الطريق التي يريد الحكيم أي : الذي ينقض كل ما يفعله غيره إذا أراد ، [ ص: 134 ] ولا يقدر غيره أن ينقض شيئا من فعله.