ثم علل هذا الذي أرشد السياق إلى تقديره ، أو استأنف لمن يسأل متعجبا عن وقوفهم عن الحق الواضح بقوله : إنك لا تسمع الموتى   أي : لا توجد سمعا للذين هم كالموتى في عدم الانتفاع بمشاعرهم التي هي في غاية الصحة ، وهم إذا سمعوا الآيات أعرضوا عنها . 
ولما كان تشبيههم بالموتى مؤيسا ، قال مرجيا : ولا تسمع الصم الدعاء  أي : لا تجدد ذلك لهم ، فشبههم بما في أصل خلقهم مما جبلوا عليه [من] الشكاسة وسوء الطبع بالصم. 
ولما كانوا قد ضموا إلى ذلك الإعراض والنفرة فصاروا كالأصم المدبر ، وكان الأصم إذا أقبل ربما بمساعدة بصره وفهمه ، قال : إذا ولوا مدبرين  فرجاه في إيجاد الإسماع إذا حصلت لهم حالة من الله تقبل بقلوبهم. 
				
						
						
