ولما كانت ، قال : القدرة لا تتم إلا بالعلم وربك أي : المحسن إليك المتولي لتربيتك ، كما هو بالغ القدرة ، فهو شامل العلم يعلم ما تكن أي : تخفي وتستر صدورهم من كونهم يؤمنون على تقدير أن تأتيهم آيات مثل آيات موسى أو لا يؤمنون ، ومن كون ما أظهر من أظهر منهم الإيمان بلسانه خالصا أو مشوبا.
ولما كان علم الخفي لا يستلزم علم الجلي إما لبعد أو لغط أو اختلاط أصوات يمنع تمييز بعضه عن بعض أو غير ذلك قال : وما يعلنون أي : يظهرون ، كل ذلك لديه سواء ، فلا يكون لهم مراد إلا بخلقه.