ولما ذكر ما للمفلح من الرجاء في يوم الجزاء ، وأتبعه الإعلام بأن الهداية إلى الفلاح إنما هي به ، ودل على ذلك إلى أن ذكر أيام الدنيا المشتملة على الليل والنهار على وجه دال على وحدانيته ، معلم بالقدرة [ ص: 346 ] على البعث بعد الموت بتكرير إيجاد كل من الملوين بعد إعدامه وتكرير إماتة الناس بالنوم ، ثم نشرهم باليقظة ، وختم ذلك بالشكر إشارة إلى أنه سبب الفلاح ، عاد إلى يوم الجزاء الذي تظهر فيه ثمرة ذلك كله ، مقرعا على الإشراك مع ظهور هذه الدلائل على التوحيد ، وعدم شبهة قائمة على الشرك غير محض التقليد ، فقال منبها على عجزهم عن البرهان عند استحقاق البرهان في يوم التناد ، لمحضر من الأشهاد ، مع ما فيه من التأكيد للتهويل بالتكرير ، والتأطيد للتهليل والتقرير : ويوم يناديهم أي : هؤلاء الذي يظنون أنهم معجزون فيقول بلسان الغضب والإخزاء والتوبيخ وقد جمعوا جمعا : أين شركائي وكرر الإشارة إلى أن إشراكهم إنما هو بالاسم لا معنى فيه أصلا فقال : الذين كنتم أي : بغاية جهدكم حتى صار لكم ذلك لمكة تزعمون بلا شبهة لكم في ذلك عند التحقق أصلا.