ولما كان التقدير : فالذين آمنوا فلبسوا إيمانهم بنوع نقص لننقصنهم في جزائهم ، والذين كفروا لنركسنهم في جهنم دركات تحت دركات [ ص: 467 ] فبئس ، ولكنه لما تقدم ذكر العذاب قريبا ، وكان القصد هنا مثوى الظالمين كيفما كان ، طواه ودل عليه بأن عطف عليه قوله : الترغيب في الإيمان والذين آمنوا وعملوا أي : تصديقا لإيمانهم الصالحات أي : كلها.
ولما كان ، فكيف ما بعده ، أكد قوله : الكفار ينكرون البعث لنبوئنهم أي : لنسكننهم في مكان هو جدير بأن يرجع إليه من حسنه وطيبه من خرج منه لبعض أغراضه ، وهو معنى : من الجنة غرفا أي : بيوتا عالية تحتها قاعات واسعة بهية عالية ، وقريب من هذا المعنى قراءة حمزة بالثاء المثلثة من ثوى بالمكان إذا أقام به. والكسائي
ولما كانت العلالي لا تروض إلا بالرياض قال : تجري ولما كان عموم الماء لجهة التحت بالعذاب أشبه ، بعضه فقال : من تحتها الأنهار ومن المعلوم أنه لا يكون في موضع أنهار ، إلا كان به بساتين كبار ، وزروع ورياض وأزهار فيشرفون عليها من تلك العلالي.
ولما كانت بحالة لا نكد فيها يوجب هجره في لحظة ما ، كنى عنه بقوله : خالدين فيها أي : لا يبغون عنها حولا; ثم عظم أمرها ، وشرف قدرها ، بقوله : نعم أجر العاملين