ولما بكتهم بقوله: هل لكم من ما ملكت أيمانكم ووصل به ما تقدم أنه في غاية التواصل، عاد له ملتفتا إيذانا بالتهاون بهم إلى مقام الغيبة إبعادا لهم عن جنابه حيث جلى لهم هذه الأدلة واستمروا في خطر إغضابه بقوله: أم أنـزلنا بما لنا من العظمة عليهم سلطانا أي دليلا واضحا قاهرا فهو أي ذلك السلطان لظهور بيانه يتكلم كلاما مجازيا بدلالته وإفهامه، ويشهد بما أي بصحة الذي كانوا أي كونا راسخا به أي خاصة يشركون بحيث لم يجدوا بدا من متابعته لتزول عنهم الملامة، وهذه العبارة تدل على أنهم لازموا الشرك ملازمة صيرته لهم خلقا لا ينفك.