ولما ذكرهم سبحانه نعمته بما أرسل على أعدائهم من جنوده، وبين أحوال المنافقين والصادقين وما له في ذلك من الأسرار، وختم بهاتين الصفتين، قال مذكرا بأثرهما فيما خرقه من العادة بصرف الأعداء على كثرتهم وقوتهم على حالة لا يرضاها لنفسه عاقل، عاطفا على قوله في أول السورة والقصة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فأرسلنا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29677_30828_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25ورد الله أي بما له من
[ ص: 332 ] صفات الكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25الذين كفروا أي ستروا ما دلت عليه شموس عقولهم من أدلة الوحدانية وحقية الرسالة، وهم من تحزب من
العرب وغيرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلادهم عن
المدينة ومضايقة المؤمنين، حال كونهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25بغيظهم الذي أوجب لهم التحزب [ثم الذي أوجب لهم التفرق من غير طائل] حال كونهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25لم ينالوا خيرا لا من الدين ولا من الدنيا، بل خذلهم بكل اعتبار.
ولما كان الرد قد يكون بسبب من عدوهم، بين أن الأمر ليس كذلك فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكفى الله أي العظيم بقوته وعزته عباده، ودل على أنه ما فعل ذلك إلا لأجل أهل الإخلاص فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25المؤمنين القتال بما ألقى في قلوبهم من الداعية للانصراف بالريح والجنود من الملائكة وغيرهم منهم
نعيم [بن] مسعود كما تقدم.
ولما كان هذا أمرا باهرا، أتبعه ما يدل على أنه عنده يسير فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكان الله أي الذي له كل صفة كمال دائما أزلا وأبدا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25قويا لا يعجزه شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25عزيزا يغلب كل شيء.
وَلَمَّا ذَكَّرَهُمْ سُبْحَانَهُ نِعْمَتَهُ بِمَا أَرْسَلَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ مِنْ جُنُودِهِ، وَبَيَّنَ أَحْوَالَ الْمُنَافِقِينَ وَالصَّادِقِينَ وَمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْأَسْرَارِ، وَخَتَمَ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، قَالَ مُذَكِّرًا بِأَثَرِهِمَا فِيمَا خَرَقَهُ مِنَ الْعَادَةِ بِصَرْفِ الْأَعْدَاءِ عَلَى كَثْرَتِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ عَلَى حَالَةٍ لَا يَرْضَاهَا لِنَفْسِهِ عَاقِلٌ، عَاطِفًا عَلَى قَوْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ وَالْقِصَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فَأَرْسَلْنَا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29677_30828_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَرَدَّ اللَّهُ أَيْ بِمَا لَهُ مِنْ
[ ص: 332 ] صِفَاتِ الْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ سَتَرُوا مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ شُمُوسُ عُقُولِهِمْ مِنْ أَدِلَّةِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَحَقِّيَّةِ الرِّسَالَةِ، وَهُمْ مِنْ تَحَزَّبَ مِنَ
الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بِلَادِهِمْ عَنِ
الْمَدِينَةِ وَمُضَايَقَةِ الْمُؤْمِنِينَ، حَالَ كَوْنِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25بِغَيْظِهِمْ الَّذِي أَوْجَبَ لَهُمُ التَّحَزُّبَ [ثُمَّ الَّذِي أَوْجَبَ لَهُمُ التَّفَرُّقَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ] حَالَ كَوْنِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا لَا مِنَ الدِّينِ وَلَا مِنَ الدُّنْيَا، بَلْ خَذَلَهُمْ بِكُلِّ اعْتِبَارٍ.
وَلَمَّا كَانَ الرَّدُّ قَدْ يَكُونُ بِسَبَبٍ مِنْ عَدْوِهِمْ، بَيَّنَ أَنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ كَذَلِكَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَفَى اللَّهُ أَيِ الْعَظِيمِ بِقُوَّتِهِ وَعِزَّتِهِ عِبَادَهُ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ مَا فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا لِأَجْلِ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ بِمَا أَلْقَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الدَّاعِيَةِ لِلِانْصِرَافِ بِالرِّيحِ وَالْجُنُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْهُمْ
نُعَيْمُ [بْنُ] مَسْعُودٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا أَمْرًا بَاهِرًا، أَتْبَعَهُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ عِنْدَهُ يَسِيرٌ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَانَ اللَّهُ أَيِ الَّذِي لَهُ كُلُّ صِفَةِ كَمَالٍ دَائِمًا أَزَلًا وَأَبَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25قَوِيًّا لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25عَزِيزًا يَغْلِبُ كُلَّ شَيْءٍ.