ولما كان السبب في هذا التهديد كله ما كانوا يتعمدونه من أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم: تزوج امرأة ابنه، وغير ذلك إلى [أن] ختمه بما يكون سببا لتمنيهم طاعته، وكان سماع هذا لطفا لمن صدق به، أتبعه ما هو كالنتيجة له فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=31788_31908_31923_32016_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69يا أيها الذين آمنوا أي صدقوا بما تلي عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69لا تكونوا بأذاكم للرسول صلى الله عليه وسلم بأمر
nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب رضي الله عنها أو غيره. كونا هو كالطبع لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69كالذين آذوا موسى من قومه بني إسرائيل آذوه بأنواع الأذى كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم حين قسم قسما فتكلم فيه بعضهم فقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=889649لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر وأنسب الأشياء للإرادة هنا أذى
قارون له بالزانية التي استأجرها لتقذفه بنفسها [فبرأه الله من ذلك، وكان سبب الخسف
بقارون ومن معه]
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69فبرأه أي فتسبب عن أذاهم له أن برأه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69الله أي الذي له صفات الجلال والجمال والقدرة
[ ص: 421 ] على كل شيء والكمال، [وأفهم التعبير بالتفعيل أن البراءة كانت بالتدريج بالخسف وموت الفجاءة وإبراق عصا
هارون كما مضى في آخر القصص. ولما نهى عن التشبه بالمؤذين أعم من أن يكون أذاهم قوليا أو فعليا، أشار إلى أن الأذى المراد هنا قولي مثله في أمر
nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب رضي الله عنها فقال]:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69مما قالوا [دون أن يقول: مما آذوا، وذلك] بما أظهره من البرهان على صدقه فخسف بمن آذاه كما مضى في القصص فإياكم ثم إياكم.
ولما كان قصدهم بهذا الأذى إسقاط وجاهته قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وكان أي
موسى عليه السلام، كونا راسخا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69عند الله أي الذي لا يذل من والى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وجيها أي معظما رفيع القدر إذا سأله أعطاه، وإذا كان عند الله بهذه المنزلة كان عند الناس بها، لما يرون من إكرام الله له، [والجملة كالتعليل للتبرئة لأنه لا يبرئ الشخص إلا من كان وجيها عنده].
وَلَمَّا كَانَ السَّبَبُ فِي هَذَا التَّهْدِيدِ كُلِّهِ مَا كَانُوا يَتَعَمَّدُونَهُ مِنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِمْ: تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ إِلَى [أَنْ] خَتَمَهُ بِمَا يَكُونُ سَبَبًا لِتَمَنِّيِهِمْ طَاعَتَهُ، وَكَانَ سَمَاعُ هَذَا لُطْفًا لِمَنْ صَدَّقَ بِهِ، أَتْبَعَهُ مَا هُوَ كَالنَّتِيجَةِ لَهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=31788_31908_31923_32016_29004nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ صَدَّقُوا بِمَا تُلِيَ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69لا تَكُونُوا بِأَذَاكُمْ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=15953زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَوْ غَيْرِهِ. كَوْنًا هُوَ كَالطَّبْعِ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى مِنْ قَوْمِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ آذَوْهُ بِأَنْوَاعِ الْأَذَى كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَسَمَ قَسْمًا فَتَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=889649لَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ وَأَنْسَبُ الْأَشْيَاءِ لِلْإِرَادَةِ هُنَا أَذَى
قَارُونَ لَهُ بِالزَّانِيَةِ الَّتِي اسْتَأْجَرَهَا لِتَقْذِفَهُ بِنَفْسِهَا [فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ سَبَبَ الْخَسْفِ
بِقَارُونَ وَمَنْ مَعَهُ]
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69فَبَرَّأَهُ أَيْ فَتَسَبَّبَ عَنْ أَذَاهُمْ لَهُ أَنْ بَرَّأَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69اللَّهُ أَيِ الَّذِي لَهُ صِفَاتُ الْجَلَالِ وَالْجَمَالِ وَالْقُدْرَةِ
[ ص: 421 ] عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْكَمَالِ، [وَأَفْهَمَ التَّعْبِيرُ بِالتَّفْعِيلِ أَنَّ الْبَرَاءَةَ كَانَتْ بِالتَّدْرِيجِ بِالْخَسْفِ وَمَوْتِ الْفُجَاءَةِ وَإِبْرَاقِ عَصَا
هَارُونَ كَمَا مَضَى فِي آخِرِ الْقَصَصِ. وَلَمَّا نَهَى عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْمُؤْذِينَ أَعَمَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ أَذَاهُمْ قَوْلِيًّا أَوْ فِعْلِيًّا، أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْأَذَى الْمُرَادَ هُنَا قَوْلِيٌّ مِثْلُهُ فِي أَمْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=15953زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ]:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69مِمَّا قَالُوا [دُونَ أَنْ يَقُولَ: مِمَّا آذَوْا، وَذَلِكَ] بِمَا أَظْهَرَهُ مِنَ الْبُرْهَانِ عَلَى صِدْقِهِ فَخَسَفَ بِمَنْ آذَاهُ كَمَا مَضَى فِي الْقَصَصِ فَإِيَّاكُمْ ثُمَّ إِيَّاكُمْ.
وَلَمَّا كَانَ قَصْدُهُمْ بِهَذَا الْأَذَى إِسْقَاطَ وَجَاهَتِهِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وَكَانَ أَيْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَوْنًا رَاسِخًا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69عِنْدَ اللَّهِ أَيِ الَّذِي لَا يُذِلُّ مَنْ وَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69وَجِيهًا أَيْ مُعَظَّمًا رَفِيعَ الْقَدْرِ إِذَا سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَإِذَا كَانَ عِنْدَ اللَّهِ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ كَانَ عِنْدَ النَّاسِ بِهَا، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ إِكْرَامِ اللَّهِ لَهُ، [وَالْجُمْلَةُ كَالتَّعْلِيلِ لِلتَّبْرِئَةِ لِأَنَّهُ لَا يُبَرِّئُ الشَّخْصَ إِلَّا مَنْ كَانَ وَجِيهًا عِنْدَهُ].