[ ص: 273 ] سورة الفتح
مقصودها مدلول اسمها الذي يعم فتح مكة وما تقدمه من صلح الحديبية وفتح خيبر ونحوهما، وما وقع تصديق الخبر به من غلب الروم على أهل فارس وما تفرع من فتح مكة المشرفة من إسلام أهل جزيرة العرب وقتال أهل الردة وفتوح جميع البلاد الذي يجمعه كله إظهار الدين على الدين كله، وهذا كله في غاية الظهور بما نطق ابتداؤها وأثناؤها في مواضع منها لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق الآية. وانتهاؤها: ليظهره على الدين كله محمد رسول الله إلى قوله: ليغيظ بهم الكفار أي: بالفتح الأعظم وما دونه من الفتوحات وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة كما كان في أولها للرسول صلى الله عليه وسلم وأجرا عظيما كذلك بسائر الفتوحات وما حوت من الغنائم للثواب الجزيل على ذلك في دار الجزاء "بسم الله" الملك الأعظم المحيط بكل شيء قدرة وعلما "الرحمن" الذي عم المكلفين بنعمة الوعد والوعيد "الرحيم" الذي اختص أهل حزبه لإقامة دينه الحق فأظهرهم على سائر العبيد.