[ ص: 349 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الحجرات
مقصودها
nindex.php?page=treesubj&link=19509_18075_19473الإرشاد إلى مكارم الأخلاق بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم بالأدب معه في نفسه وفي أمته، وحفظ ذلك من إجلاله بالظاهر [ليكون] دليلا على الباطن فيسمى إيمانا، كما أن الإيمان [بالله] يشترط فيه فعل الأعمال الظاهرة والإذعان لفعلها بشرائطها وأركانها وحدودها لتكون بينة على الباطن وحجة شاهدة له
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون فحاصل مقصودها مراقبة النبي صلى الله عليه وسلم في الأدب معه لأنها أول المفصل الذي هو ملخص
[ ص: 350 ] القرآن كما كان مقصود الفاتحة التي هي أول القرآن مراقبة الله، وابتدئ ثاني المفصل بحرف من الحروف المقطعة كما ابتدئ ثاني ما عداه بالحروف المقطعة، واسمها الحجرات واضح الدلالة على ذلك بما دلت عليه [آيته] "بسم الله" الملك الجبار المتكبر الذي من أخل بتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم لم يرض عنه عملا "الرحمن" الذي من عموم رحمته إقامة الآداب للتوصل إلى حسن المآب "الرحيم" الذي خص أولي الألباب بالإقبال على ما يوجب [لهم] جميل الثواب.
[ ص: 349 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْحُجُرَاتِ
مَقْصُودُهَا
nindex.php?page=treesubj&link=19509_18075_19473الْإِرْشَادُ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ بِتَوْقِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَدَبِ مَعَهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي أُمَّتِهِ، وَحِفْظِ ذَلِكَ مِنْ إِجْلَالِهِ بِالظَّاهِرِ [لِيَكُونَ] دَلِيلًا عَلَى الْبَاطِنِ فَيُسَمَّى إِيمَانًا، كَمَا أَنَّ الْإِيمَانَ [بِاللَّهِ] يُشْتَرَطُ فِيهِ فِعْلُ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْإِذْعَانُ لِفِعْلِهَا بِشَرَائِطِهَا وَأَرْكَانِهَا وَحُدُودِهَا لِتَكُونَ بَيِّنَةً عَلَى الْبَاطِنِ وَحُجَّةً شَاهِدَةً لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ فَحَاصِلُ مَقْصُودِهَا مُرَاقَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَدَبِ مَعَهُ لِأَنَّهَا أَوَّلُ الْمُفَصَّلِ الَّذِي هُوَ مُلَخَّصُ
[ ص: 350 ] الْقُرْآنِ كَمَا كَانَ مَقْصُودُ الْفَاتِحَةِ الَّتِي هِيَ أَوَّلُ الْقُرْآنِ مُرَاقَبَةَ اللَّهِ، وَابْتُدِئَ ثَانِي الْمُفَصَّلِ بِحَرْفٍ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ كَمَا ابْتُدِئَ ثَانِي مَا عَدَاهُ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ، وَاسْمُهَا الْحُجُرَاتُ وَاضِحُ الدَّلَالَةِ عَلَى ذَلِكَ بِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ [آيَتُهُ] "بِسْمِ اللَّهِ" الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الْمُتَكَبِّرِ الَّذِي مَنْ أَخَلَّ بِتَعْظِيمِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرْضَ عَنْهُ عَمَلًا "الرَّحْمَنِ" الَّذِي مِنْ عُمُومِ رَحْمَتِهِ إِقَامَةُ الْآدَابِ لِلتَّوَصُّلِ إِلَى حُسْنِ الْمَآبِ "الرَّحِيمِ" الَّذِي خَصَّ أُولِي الْأَلْبَابِ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يُوجِبُ [لَهُمْ] جَمِيلَ الثَّوَابِ.