الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ولما أقسم سبحانه على الصدق في وعيدهم، ودل على ذلك حتى بجميع قصد أحوالهم على إرادته. وختم بقوته التي لا حد لها، سبب عن ذلك إيقاعه بالمتوعدين، فقال مؤكدا لأجل إنكارهم: nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30550_29022nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فإن للذين ظلموا أي: الذين أوقعوا الأشياء في غير مواقعها. ولما كان القسم على ما [ ص: 483 ] يوعدون بما يحمل المطر، عبر عن نصيبهم الذي قدره عليهم من ذلك بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59ذنوبا أي: خطا من العذاب طويل الشر، كأنه من طوله صاحب ذنب وهو على ذنوبهم nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59مثل ذنوب أصحابهم أي: الذين تقدم ظلمهم بتكذيب الرسل وهو في مشابهته له كالدلو الذي يساجل به دلو آخر، وذلك دليل واضح على أن ما يوعدون صادق، وأن الدين واقع nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فلا يستعجلون أي: يطلبوا أن آتيهم به قبل أوانه اللاحق به؛ فإن ذلك لا يفعله إلا ناقص، وأنا متعال عن ذلك لا أخاف الفوت ولا يلحقني عجز ولا أوصف به، ولا بد أن أوقعه بهم في الوقت الذي قضيت به في الأزل؛ لأنه أحق الأوقات بعقابهم لتكامل ذنوبهم، وحينئذ تكون، فيا له من تهديد ما أفظعه، ووعيد ما أعظمه وأوجعه، أمرا لا يدفعه دافع، ولا يمنع من وقوعه مانع، ولذلك سبب عنه قوله:
المكتبة الإسلامية
كتاب الأمة
حول المكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المواريث
بنين وبنات