[ ص: 3 ] ولما كانت الأرض لوح السماء التي منها الوعيد، وكانت الجبال أشدها، فذكر أعظمها آية، وكان الكتاب لوح الكاتب، وكانت الكتب الإلهية أثبت الكتب، وكان طور سينا قد نزل فيه كتاب إلهي قال:
nindex.php?page=treesubj&link=33062_34225_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2وكتاب وحقق أمره بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2مسطور أي متفق الكتابة بسطور مصفوفة من حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة ككتاب
موسى عليه السلام الذي أنزله عليه وكلمه بكثير منه في الطور وتنكيره للتعظيم لأنه إن كان المراد به الكتب الإلهية فهو أثبت الأشياء، وإن كان المراد القرآن بخصوصه فهو أثبتها لا مبدل لكلماته، وإن كان المراد صحيفة
قريش فقد كانوا ظنوها أثبت العهود، وذكر أمتن ما يكتب فيه وأشده وأتقنه فقال:
[ ص: 3 ] وَلَمَّا كَانَتِ الْأَرْضُ لَوْحَ السَّمَاءِ الَّتِي مِنْهَا الْوَعِيدُ، وَكَانَتِ الْجِبَالُ أَشَدَّهَا، فَذَكَرَ أَعْظَمَهَا آيَةً، وَكَانَ الْكِتَابُ لَوْحَ الْكَاتِبِ، وَكَانَتِ الْكُتُبُ الْإِلَهِيَّةُ أَثْبَتَ الْكُتُبِ، وَكَانَ طُورُ سِينَا قَدْ نَزَلَ فِيهِ كِتَابٌ إِلَهِيٌّ قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=33062_34225_29023nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2وَكِتَابٍ وَحَقَّقَ أَمْرَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=2مَسْطُورٍ أَيْ مُتَّفِقِ الْكِتَابَةِ بِسُطُورٍ مَصْفُوفَةٍ مِنْ حُرُوفٍ مُرَتَّبَةٍ جَامِعَةٍ لِكَلِمَاتٍ مُتَّفِقَةٍ كَكِتَابِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ وَكَلَّمَهُ بِكَثِيرٍ مِنْهُ فِي الطُّورِ وَتَنْكِيرُهُ لِلتَّعْظِيمِ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْكُتُبَ الْإِلَهِيَّةَ فَهُوَ أَثْبَتُ الْأَشْيَاءِ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ الْقُرْآنَ بِخُصُوصِهِ فَهُوَ أَثْبَتُهَا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ صَحِيفَةَ
قُرَيْشٍ فَقَدْ كَانُوا ظَنُّوهَا أَثْبَتَ الْعُهُودِ، وَذَكَرَ أَمْتَنَ مَا يُكْتَبُ فِيهِ وَأَشَدَّهُ وَأَتْقَنَهُ فَقَالَ: