[ ص: 211 ] ولما كان العطاء إذا كان على المعاوضة كان أطيب لنفس الآخذ قال: nindex.php?page=treesubj&link=29680_30531_34135_34513_29049nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36جزاء وبين أنه ما جعله جزاء لهم إلا إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه سبحانه لا يجب عليه لأحد شيء لأن أحدا لا يمكنه أن يوفي شكر نعمة من نعمه فإن عمله من نعمه فقال: nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36من ربك أي المحسن إليك بإكرام أمتك بأنواع الإكرام، وفي nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36عطاء إشارة إلى ذلك وهو بذل من غير جزاء nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36حسابا أي على قدر الكفاية وإن فعل الإنسان منهم ما فعل وحسب جميع أنواع الحساب، ومن قولهم: أعطاه فأحسبه - إذا تابع عليه العطاء وأكثره حتى جاوز العد وقال: حسبي، لا يمكن أن يحتاج مع هذا العطاء وإن زاد في الإنفاق، واختير التعبير به دون "كافيا" مثلا لأنه أوقع في النفس، فإنه يقال: إذا كان هذا الحساب فما الظن بالثواب.

[ ص: 211 ] وَلَمَّا كَانَ الْعَطَاءُ إِذَا كَانَ عَلَى الْمُعَاوَضَةِ كَانَ أَطْيَبَ لِنَفْسِ الْآخِذِ قَالَ: nindex.php?page=treesubj&link=29680_30531_34135_34513_29049nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36جَزَاءً وَبَيَّنَ أَنَّهُ مَا جَعَلَهُ جَزَاءً لَهُمْ إِلَّا إِكْرَامًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ شَيْءٌ لِأَنَّ أَحَدًا لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُوَفِّيَ شُكْرَ نِعْمَةٍ مَنْ نَعْمِهِ فَإِنَّ عَمَلَهُ مِنْ نِعَمِهِ فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36مِنْ رَبِّكَ أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيْكَ بِإِكْرَامِ أُمَّتِكَ بِأَنْوَاعِ الْإِكْرَامِ، وَفِي nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36عَطَاءً إِشَارَةً إِلَى ذَلِكَ وَهُوَ بَذْلٌ مِنْ غَيْرِ جَزَاءٍ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36حِسَابًا أَيْ عَلَى قَدْرِ الْكِفَايَةِ وَإِنْ فَعَلَ الْإِنْسَانُ مِنْهُمْ مَا فَعَلَ وَحَسَبَ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْحِسَابِ، وَمِنْ قَوْلِهِمْ: أَعْطَاهُ فَأَحْسَبُهُ - إِذَا تَابَعَ عَلَيْهِ الْعَطَاءَ وَأَكْثَرَهُ حَتَّى جَاوَزَ الْعَدَّ وَقَالَ: حَسْبِي، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْتَاجَ مَعَ هَذَا الْعَطَاءِ وَإِنْ زَادَ فِي الْإِنْفَاقِ، وَاخْتِيرَ التَّعْبِيرُ بِهِ دُونَ "كَافِيًا" مَثَلًا لِأَنَّهُ أَوْقَعُ فِي النَّفْسِ، فَإِنَّهُ يُقَالُ: إِذَا كَانَ هَذَا الْحِسَابُ فَمَا الظَّنُّ بِالثَّوَابِ.