ولما ثبت بهذا أن لهذا هذا الشقاء الأعظم، فكان التقدير: لأنه لم يزك نفسه لأنه [ما - ] كان مطبوعا على الخشية، أنتج ولا بد قوله تعالى دالا على الدين التكليفي وهو اجتناب واجتلاب، فجمع الاجتناب والاجتلاب بالتزكية بالتبتل بالأبواب والملازمة للأعتاب بامتثال الأمر واجتناب النهي بالمجاهدات المقربات إليه سبحانه وتعالى، المنجيات بعد ما حذر من المهلكات، للمسارعة في محابه ومراضيه اجتماعا على العبادة الموصلة للخالق بعد حصول الكمال والتكميل فإنه لا بد في الحياة الطيبة بعد الانتماء إلى ذي الجاه العريض والاقتداء بمن لا يزيغ من الارتباط بطريقة مثلى يحصل بها الاغتباط ليصل بها إلى المقصود ويعمر أوقاته بوظائفها لئلا يحصل له خلل ولا ضياع لنفائس الأوقات ولا غفلة [ ص: 403 ] يستهويه بها قطاع الطريق: nindex.php?page=treesubj&link=28328_29680_30495_30503_34135_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح أي فاز بكل مراد nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14من تزكى أي أعمل نفسه في تطهيرها من فاسد الاعتقادات والأخلاق والأقوال والأفعال والأموال وتنمية أعمالها القلبية والقالبية وصدقة أموالها، وذلك هو التسبيح الذي [أمر - ] به أول السورة وما تأثر عنه، من عمل هذا فهو الأسعد.

وَلَمَّا ثَبَتَ بِهَذَا أَنَّ لِهَذَا هَذَا الشَّقَاءُ الْأَعْظَمُ، فَكَانَ التَّقْدِيرُ: لِأَنَّهُ لَمْ يُزَكِّ نَفْسَهُ لِأَنَّهُ [مَا - ] كَانَ مَطْبُوعًا عَلَى الْخَشْيَةِ، أَنْتَجَ وَلَا بُدَّ قَوْلُهُ تَعَالَى دَالًّا عَلَى الدِّينِ التَّكْلِيفِيِّ وَهُوَ اجْتِنَابٌ وَاجْتِلَابٌ، فَجَمَعَ الِاجْتِنَابَ وَالِاجْتِلَابَ بِالتَّزْكِيَةِ بِالتَّبَتُّلِ بِالْأَبْوَابِ وَالْمُلَازَمَةِ لِلْأَعْتَابِ بِامْتِثَالِ الْأَمْرِ وَاجْتِنَابِ النَّهْيِ بِالْمُجَاهَدَاتِ الْمُقَرَّبَاتِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الْمُنْجِيَاتِ بَعْدَ مَا حَذَّرَ مِنَ الْمُهْلِكَاتِ، لِلْمُسَارَعَةِ فِي مَحَابِّهِ وَمَرَاضِيهِ اجْتِمَاعًا عَلَى الْعِبَادَةِ الْمُوصِلَةِ لِلْخَالِقِ بَعْدَ حُصُولِ الْكَمَالِ وَالتَّكْمِيلِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ فِي الْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ بَعْدَ الِانْتِمَاءِ إِلَى ذِي الْجَاهِ الْعَرِيضِ وَالِاقْتِدَاءِ بِمَنْ لَا يَزِيغُ مِنَ الِارْتِبَاطِ بِطَرِيقَةٍ مُثْلَى يَحْصُلُ بِهَا الِاغْتِبَاطُ لِيَصِلَ بِهَا إِلَى الْمَقْصُودِ وَيُعَمِّرَ أَوْقَاتَهُ بِوَظَائِفِهَا لِئَلَّا يَحْصُلَ لَهُ خَلَلٌ وَلَا ضَيَاعٌ لِنَفَائِسِ الْأَوْقَاتِ وَلَا غَفْلَةٌ [ ص: 403 ] يَسْتَهْوِيهِ بِهَا قُطَّاعُ الطَّرِيقِ: nindex.php?page=treesubj&link=28328_29680_30495_30503_34135_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ أَيْ فَازَ بِكُلِّ مُرَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14مَنْ تَزَكَّى أَيْ أَعْمَلَ نَفْسَهُ فِي تَطْهِيرِهَا مِنْ فَاسِدِ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ وَالْأَمْوَالِ وَتَنْمِيَةِ أَعْمَالِهَا الْقَلْبِيَّةِ وَالْقَالَبِيَّةِ وَصَدَقَةِ أَمْوَالِهَا، وَذَلِكَ هُوَ التَّسْبِيحُ الَّذِي [أَمَرَ - ] بِهِ أَوَّلَ السُّورَةِ وَمَا تَأَثَّرَ عَنْهُ، مِنْ عَمَلٍ هَذَا فَهُوَ الْأَسْعَدُ.